المجلس الإنمائي للمرأة والأعمال يشارك بندوة ” الدور الأفريقي في حرب السادس من أكتوبر ١٩٧٣ “
بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة
المجلس الإنمائي للمرأة والأعمال يشارك بندوة ” الدور الأفريقي في حرب السادس من أكتوبر ١٩٧٣ ”
بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة
كتبت نجوى رجب
أكد عدد من الخبراء السياسيين والعسكريين – أن دول القارة الأفريقية لعبت دورا متميزا في دعم مصر وسوريا قبل وبعد انتصارات حرب أكتوبر ١٩٧٣ ، مشيرين إلى أن القارة الأفريقية تحتل مكانه خاصة بالنسبة لمصر ، مما يعني أن عبارة مصر وأفريقيا لا تعني مصر في مقابل أفريقيا ، وإنما تعني أن مصر جزء من نسيج القارة ، حيث تحتل القارة الأفريقية مكان الصدارة في منظومة الأمن الوطني المصري ، والأهمية الإستراتيجية للبحر الأحمر والقرن الأفريقي والممرات والمضايق المائية ” باب المندب ، قناة السويس ، بنتلاريا ، جبل طارق ، مضيق غينيا ، رأس الرجاء الصالح ” بالأضافة إلى نهر النيل ، مؤكدين أن القارة الأفريقية تعتبر المنفذ الهام أمام المنتجات المصرية وثقلها التصويتي على المستوى الدولي .
بداية أكد د محمد علي نوفل عميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية – أن انتصار أكتوبر لا يمثل مجرد انتصارا عسكريا في معركة لاسترداد الأرض ، بل تعدي ذلك إلى كونه انتصارا على اليأس والإحباط من أجل استرداد الكرامة حربا وسلاما وتنمية ، مشيرا إلى أن انتصار أكتوبر أثبت للعالم أجمع قدرة المصريين على إنجاز كل المهام وعمل جسور ، وشجاعة القرار ، ودقة الإعداد والتخطيط ، وبسالة الآداء والتنفيذ في ملحمه متكاملة وقف خلالها الشعب المصري كالبنيان المرصوص ” يشد بعضه بعضا إلى جوار قواته المسلحة الباسلة ، التي تعتبر جزءا من نسيج هذا الشعب العظيم .
وأشار ” نوفل ” خلال فعاليات الندوة التي عقدت مساء أمس بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة بالتعاون مع مؤسسة القادة للعلوم الإدارية والتنمية بعنوان ” الدور الافريقي في حرب السادس من أكتوبر ١٩٧٣ – أنه بالرغم من مرور خمسة وأربعين عاما على حرب أكتوبر ، ما زال التاريخ يقف أمامها إعجابا ، واستخلاصا للدروس والعبرات ، مؤكدا أن الحرب حطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر ، ووضعت إسرائيل في حجمها الطبيعي ، وأوضحت إستجابة فرض سياسة الأنر الواقع أو إجبار شعوب المنطقة على الخضوع للاحتلال وأن الأمن الحقيقي لا يتحقق من خلال التوسع الجغرافي على حساب الآخرين .
وأضاف – أن حرب أكتوبر أكدت روح التضامن العربي ، حيث وقفت الدول العربية إلى مصر ، بالمال والسلاح والمقاتلين من الجنود والمتطوعين ، في تجربة فريدة وجديرة بأن يقتدي بها في الحاضر والمستقبل ، مؤكدا أن الحرب كشفت أن معركة النفط وإستخدامه كسلاح إستراتيجي عن القدرات العربية في التأثير على الأحداث الإقليمية والدولية ، مؤكدا أن العرب نجحو عبر رفع أسعار النفط بالتزامن مع إعلان الحرب في تحقيق أعظم انتصار جماعي لدول العالم الثالث في مواجهة إسرائيل وحلفائها .
وأكد – ” نوفل ” أن دعم الدور الأفريقي في الخرب للموقف المصري العربي كان عظيم الأثر في إحكام الحصار على إسرائيل ، مشيرا إلى أنه من مظاهر هذا الدور الأفريقي أولا : بدأ الحصار الأفريقي لإسرائيل مبكرا ” قبل حرب أكتوبر ” بعد احتلال إسرائيل لسيناء عام ١٩٦٧ ، حيث قرر الرئيس الغيني ” أحمد سيكوتوري ” وقتها قطع العلاقات بين بلاده ” غينيا كوناكري ” وإسرائيل علم ١٩٦٧ ، منوها إلى أنه في نفس العام ٦٧ أكد مؤتمر قمة منظمة الوحدة الأفريقية في كينشاسا ” عاصمة زائير ” دعمه لمصر كدولة أفريقية في مواجهة إسرائيل ، معلنا تضامن الدول الأفريقية في كل المحافل الدولية ، وخاصة الأمم المتحدة من أجل تأمين انسحاب إسرائيل من الاراضي العربية .
وأشار – أن عام ١٩٦٨ وصف مؤتمر قمة منظمة الوحدة الأفريقية مصر باعتبارها ” ضحية للصهيونية ” مطالبا إسرائيل بالانسحاب الفوري والكامل من كل الأراضي العربية على أساس قرار مجلس الأمن رقم ٢٤٢ ، مشيرا إلى أنه في يونيو عام ١٩٧١ أكدت منظمة الوحدة الأفريقية أن احتلال سيناء يمثل ” تهديدا للسلام في أفريقيا والعالم ” مع ضرورة طرح مبادرة أفريقية لإحلال السلام في الشرق الأوسط ، منوها ألى أنه في عام ١٩٧٢ أكد مؤتمر قمة منظمة الوحدة الأفريقية بالرباط ” مسئولية إسرائيل الكاملة ” عن فشل جهود السلام في الشرق الأوسط وأصبحت القضية الفلسطينية بندا ثابتا على جدول أعمال منظمة الوحدة الأفريقية .
وتابع أنه في عام ١٩٧٣ وعقب نصر أكتوبر أعلنت معظم الدول الأعضاء في منظمة الوحدة الأفريقية قطع العلاقات الدبلوماسية بإسرائيل ، والاعتراف بشرعية النضال الفلسطيني من أجل تقرير تحرير الأرض ، مع عزل إسرائيل سياسيا واقتصاديا وثقافيا ، موضحا أن الأفارقة أيدو القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ١٩٧٥ باعتبار الصهيونية أيدلوجية عنصرية ، وهو ما يؤكد حقيقة أن القارة الأفريقية تمثل عمقا إستراتيجيا للدولة المصرية ، التي تعتز دائما بانتمائها الأفريقي مؤكدا أنه مع توالي الضغوط على إسرائيل أضطرت حكومتها إلى الجلوس على مائدة التفاوض .
ومن جهته أكد د عطية الطنطاوي وكيل معهد البحوث والدراسات الأفريقية – أن الإحتفال ال ٤٥ بنصر أكتوبر الأن يأتي في وقت يحقق فيه جيش مصر العظيم بطولات لا تقل أهمية عن حرب أكتوبر المجيدة سواء في مواجهة الإرهاب والانتصار عليه أو تحقيق التنمية الشاملة لمصيرنا الحبيبة من خلال المشاريع العملاقة التي ينفذها الجيش المصري العظيم شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، مشيرا إلى أنه انطلاقا من السياسة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه القارة الأفريقية ، وضرورة الإنفتاح عليها ، يقوم معهد البحوث والدراسات الأفريقية بتقريب وجهات النظر والتقارب بين الشباب المصري وشباب باقي الدول الأفريقية .
أما اللواء أركان حرب محمد زكي الألفي المستشار العسكري بأكاديمية ناصر العسكرية العليا فأكد أن السياسة الخارجية المصرية تتسم تاريخيا بتعدد دوائر التحرك الإقليمي والدولي ، لافتا إلى المساندة والدعم الأفريقي في حرب العاشر من رمضان ، السادس من أكتوبر ١٩٧٣ لمصر ، انطلاقا من الثوابت التاريخية المصرية ، والدور المصري على مختلف الأصعدة ، مؤكدا أن الدائرة الأفريقية تعتبر واحدة من أهم دوائر حركة السياسة الخارجية المصرية على الإطلاق ، حيث تؤثر في إستقرار البلاد على كافة الآصعدة ، لافتا إلى أن القارة ترتبط بتهديدات ربما تتجاوز تداعياتها حد تهديد الإستقرار السياسي أو إسقاط النظام السياسي إلى التأثير في بيئة الدولة ذاتها .
وأضاف – أن الأوضاع السياسية والأمنية التي تشهدها أفريقيا لم تغب عن دوائر صنع القرار المصري ، إنطلاقا من الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والديموجرافية للإقليم ، مشيرا إلى أن هنا يتجسد الإرتباط الوثيق بين مصر ودول القارة الأفريقية ، والحجم الكبير للمصالح المتبادلة بين الجانبين ، والتنوع في أدوات السياسة الخارجية المصرية ، لافتا إلى أن هذه المميزات النسبية تؤكد أهمية وضرورة القيام بدور فاعل في القارة يتسم بالنمو والإستمرارية والتطور ، إستنادا إلى الدور الأفريقي الهام في دعم مصر أثناء حرب ٦ أكتوبر .
ونوه الألفي – أن مسرح العمليات بالشرق الأوسط شهد في حرب أكتوبر أكبر حشد من الجيوش المتحاربة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ، سواء من ناحية حجم القوات أو من ناحية الأسلحة والمعدات والذخائر التي إستخدمت ، لافتا الى أنه أثبتت نتائج الاشتباكات أن الحرب باهظة التكاليف فادحة الخسائر ، وأن من المستحيل على أي دولة صغيرة أن تستمر في القتال لمدة طويلة دون أن تتلقي الإمدادات من دولة عظمي تساندها .
وأكد أن حرب أكتوبر أظهرت بجلاء مدي أهمية التضامن العربي الأفريقي في مواجهة الخطر الإسرائيلي ، فقد إتخذت الدول العربية عامة والافريقية خاصة ، عملية تدعيم لمصر وسوريا ، لافتا إلى قيام ٩ دول عربية منها ٥ دول أفريقية ” السودان ، وليبيا ، والجزائر ، وتونس ، والمغرب ” بتقديم دعم عسكري ودبلوماسي ، بالأضافة إلى مساندة العراق ، والأردن والسعودية والكويت لمصر وسوريا في حرب أكتوبر .
وتابع – أن مصر أستثمرت وقتها القوة التصويتية الأفريقية في تحقيق مكاسب سياسية مهمة أهمها ، قيام ٢٢ دولة أفريقية بقطع علاقاتها الدبلوماسية بإسرائيل ، فضلا عن ٨ دول أخرى كان قد سبق لها قطع علاقاتها بإسرائيل في أقلب حرب يونيه ١٩٦٧ ، لافتا إلى أن هذه الخطوة كانت بمثابة نجاح كبير للسياسة المصرية إزاء القارة الأفريقية ، وكانت أيضا تمثل في الواقع إضافة جديدة لتحقيق عزلة إسرائيل سياسيا .
وأكد – أن حجم القوات المسلحة البرية صباح يوم ٦ أكتوبر ، كان يبلغ ١٧٠٠ دبابة و ٢٠٠٠ عربة مدرعة ، و ٢٥٠٠ مدفع وهوان ، و ٧٠٠ قاذف صاروخي موجه ، و١٩٠٠ مدفع مضاد للدبابات ، و ٥٠٠ أربجي ، وعدة ألاف من القنابل اليدوية المضادة للدبابات ، مؤكدا أن القوات البرية المصرية وقتها كانت تتفوق على القوات البرية لبريطانيا وفرنسا . مشيرا إلى أن حجم القولت البحرية المصرية بحرب أكتوبر بلغت ١٢ غواصة ، و٥ مدمرات ، و ٣ فرقاطة ، ، و ١٢ قناصا ، و ١٧ قارب صواريخ ، و ٣٠ قارب طوربيد ، و١٤ كاسحة ألغام ، و ١٤ قارب إنزال ، منوها إلى أن حجم القوات الجوية المصرية بحرب أكتوبر بلغت ٤٠٠ طائرة و٧٠ طائرة نقل ، و ١٤٠ طائرة هيليكوبتر ، لافتا إلى أن حجم القوات المصرية التي شاركت بحرب أكتوبر بلغت بحوالي ٤٠٠ ألف جندي عبر منهم ١٠٠ ألف رجل عسكري ، مؤكدا أن القوات المسلحة المصرية استطاعت يوم ٦ أكتوبر ٧٣ أن تحتل رؤس الكباري واقتحام قناة السويس وسط الهجمات المضادة الأسرائيلية ، موكدا أن حرب أكتوبر كانت نصرا وعملا فذا بالنسبة لمصر وللعرب في تاريخهم الحديث ، لافتا إلى انه بحق تعتبر أجرأ ضربة عسكرية قام بها أي جيش منذ ١٩٥٠ عندما قامت أمريكا بغزو كوريا الجنوبية بمنطقة أنشوان.
ومن جهته أكد اللواء محمد حسين سلمان المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا – أن انتصارات أكتوبر تمثل صفحة مضيئه في تاريخ الدولة المصرية ، مشيرا إلى أن الجيش المصري لتميزه عن أي جيش في العالم لأنه ينتمي إلى الشعب المصري ، مؤكدا أن كل أسرة مصرية كان لها إبن في القوات المسلحة المصرية وقت أكتوبر ١٩٧٣ ، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تستسلم وتقوم بالتحرك للوصول إلى مصر ، منوها إلى أن أعمال القرصنة في البحر الأحمر لها علاقة بإسرائيل ، مؤكدا أن ما يحدث في اليمن وسعي ٣٪ من حجم الشعب اليمني ” الحوثيين ” بالإستيلاء على اليمن ومضيق باب المندب له علاقة بإسرائيل ، مشيرا إلى أن مواقف الأمم المتحدة في الوقت الحالي تمثل تواطؤ معلن ، لافتا إلى أن إتفاقية السلم والشراكة الخاصة بالأزمة اليمنية برعاية الامم المتحدة ساعدت في تفاقم الأزمة اليمنية ، ومحاولة الاستيلاء على العاصمة ، مؤكدا أن إسرائيل وراء سد النهضة الأثيوبي للتأثير على قدرات مصر المائية موضحا – أن سد النهضة بمثابة محبس ماء على مصر ، مشيرا إلى أن إسرائيل تحاول وعلى مدار ٤٥ عام بعد انتصارات أكتوبر من خروج قرارات من الأمم المتحدة لشرعنة التواجد المسلح الدولي في جنوب البحر الأحمر ومنطقة القرن الافريقي .