المراهقة بين تكوين الشخصية والصراعات*
*المراهقة بين تكوين الشخصية والصراعات*
تعتبر مرحلة المراهقة من أكثر المراحل الحساسة في حياة كل فرد منا، حيث تبرز الصراعات والمشاكل بين المراهقين وأهلهم وأساتذتهم، امتدادا إلى الصراعات مع بيئتهم ومجتمعهم.
لا شك أن كل مراهق ومراهقة يشعر بتغيرات نفسية عديدة، ناجمة عن التغيرات البيولوجية والفيزيائية التي يشهدها كل منهم أثناء فترة النضوج والبلوغ.
وتنعكس هذه التغيرات الجذرية على سلوك المراهقين وطريقة تعاطيهم مع ذويهم وأساتذتهم ومحيطهم، حيث يحاولون فرض شخصيتهم وتأكيد استقلاليتهم وقدرتهم على تحمل المسؤوليات. كذلك الحال بالنسبة لتصرفاتهم مع أصدقائهم، إذ نجدهم يتبارزون على الظهور وحب الذات وإعلاء شأنهم.
من هذا المنطلق، وكوني لا زلت في مرحلة المراهقة، فإنني أعاني كمعظم المراهقين، صراعات نفسية داخلية، تتعلق بالدور والمسؤوليات المطلوبة منا، بالإضافة إلى نزاعات حول حريتنا واستقلالية قراراتنا. ولا يمكن أن ننسى ما نشكو منه، كمراهقين، من مشاكل مع آبائنا وأمهاتنا، ناتجة عن فهمنا الخاطئ لحرصهم وخوفهم علينا، حيث نرى أن باستطاعتنا الخروج والسهر وقيادة السيارة والذهاب برحلة صيد والقيام بكل المغامرات والمجازفات الخطيرة بحجة أننا لم نعد صغارا.
باختصار، الحياة محطات متنوعة ومراحل متعددة، من الجدير فهمها واستيعابها من خلال تحقيق التوازن بين نصائح الأهل والكبار من ذوي الخبرات، وبين عملية تكوين شخصيتنا وانتقالنا من مرحلة المراهقة إلى مرحلة النضج وتحمل المسؤوليات.