كلمة معالي السفيرة هيفاء ابو غزاله الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤن الاجتماعية في أفتتاح أعمال أجتماع المجلس الاقتصادي والإجتماعي على المستوى الوزاري في دورته غير العادية
كلمة معالي السفيرة هيفاء ابو غزاله الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤن الاجتماعية في أفتتاح أعمال أجتماع المجلس الاقتصادي والإجتماعي على المستوى الوزاري في دورته غير العادية
معالي الدكتور محمد هاشم العاني
وزير التجارة بجمهورية العراق – رئاسة الدورة الحالية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي
صاحبات وأصحاب المعالي والسعادة الوزراء ورؤساء الوفود،،،
الحضور الكريم،،،
بداية يسعدني أن أنقل لكم تحيات معالي السيد أحمد أبو الغيط – الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي كان حريصاً على المشاركة معكم في هذا الاجتماع الهام، لولا ارتباطات طارئة في إطار العمل العربي المشترك حالت دون مشاركته اليوم، إلا انه شرفني بإلقاء كلمته وأن أنقل لكم تمنياته لأعمال مجلسكم الموقر بالتوفيق والنجاح،
تنعقد الدورة الغير العادية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، والمنطقة العربية لا تزال تمر بظروف غير عادية، فلا تخفى عليكم التحديات الجسام والصراعات المسلحة، واستمرار ممارسات اسرائيل – القوة القائمة بالاحتلال على الشعب الفلسطيني الشقيق، والتحديات التي تواجه الدول العربية الأقل نمواً، فضلاً عن التدفقات الهائلة من اللاجئين والنازحين في الدول العربية، حيث تعتبر منطقتنا من أكبر مناطق العالم في أعداد اللاجئين والنازحين، فكل هذه الأوضاع الصعبة أخذت من مكتسبات المنطقة التنموية، وتقف حائلاً أمام مسيرة العمل التنموي العربي المشترك.
انطلاقاً مما تقدم، تكتسب الدورة الغير عادية لمجلسكم اليوم، أهمية خاصة في كونها تنعقد للتحضير للقمة العربية التنموية الرابعة المقرر عقدها في الجمهورية اللبنانية خلال شهر يناير / كانون الثاني القادم، وتأتي هذه القمة تأكيداً على العزم العربي لمواصلة مسيرة التنمية رغم كل هذه التحديات والصعوبات، كما يشكل توقيتها أهمية إضافية أيضاً في كونها تنعقد قبل أشهر قليلة من قمة العالم للتنمية المستدامة المقرر عقدها في نيويورك في نفس العام، لتشكل مخرجات هذه القمة، موقفاً عربياً حول أولويات المنطقة العربية وتصورها للمضي قدماً في مسيرة التنمية أمام قادة العالم في قمة التنمية المستدامة المرتقبة.
معالي الرئيس،
صاحبات وأصحاب المعالي،
تبنت الدول العربية خلال الأعوام المنصرمة استراتيجيات عدة لتحقيق النمو الاقتصادي من خلال التركيز على الاستثمار في البنى التحتية دون الالتفات بالقدر الكافي للإنسان، مما أدى إلى خلق فجوة في رأس المال البشري العربي القادر على المنافسة عالمياً، وإدراكاً لذلك يأتي عنوان القمة “الإنسان العربي محور التنمية”، للتأكيد على أهمية الاستثمار في البشر، انطلاقاً من أن الاستثمار فيه هو من أقصر الطرق لتحقيق النمو الاقتصادي المطلوب، حيث يكون من خلال ضمان حصول كل طفل على نوعية التعليم الجيدة وخدمات صحية أساسية وتغذية سليمة، بما يُمكن من خلق جيل قادر على دخول سوق العمل متمتعاً بالصحة الجيدة والمهارات اللازمة والقدرة على الإنتاج، وهو الأمر الذي سيسهم بشكل فاعل ومؤثر في الجهود الرامية إلى القضاء على الفقر وتعزيز الرخاء المشترك والرفاهية المنشودة بين السكان.
وأخذاً في الاعتبار ما حققته مسيرة التنمية في الدول العربية من تقدم ملموس في مواجهة الكثير من التحديات الإنمائية خلال العقود السابقة في مجالات تخفيض نسب الفقر والأمية، وتحسين التعليم والخدمات الصحية، وغيرها من انجازات في مضمار التنمية، فلا يزال هناك تحديات كبيرة تمس أمن وسلامة واستقلال الدول العربية وسلامتها وأمنها التنموي الاقتصادي والاجتماعي، وتتعلق معظم هذه التحديات بكيفية الارتقاء بالإنسان العربي.
انطلاقاً مما تقدم، وبالتنسيق مع كافة أجهزة العمل العربي المشترك بناءً على متطلبات وأولويات الدول الأعضاء التي عبرت عن أولويات الشعوب العربية، حرصت الأمانة العامة على إعداد مشروع جدول أعمال القمة بشكل يأخذ في الاعتبار هذه الأولويات والتحديات، ومراعاة الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بحيث تُشكل مجموع البرامج والمشروعات الاقتصادية والاجتماعية المطروحة على جدول أعمال القمة، منظومة متكاملة تستهدف الارتقاء بالإنسان العربي، على أساس أنه هدف ووسيلة التنمية المستدامة.
في ختام كلمتي أعرب عن الأمل في أن تُشكل هذه القمة نقلة نوعية في العمل التنموي الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك، وأن يتم تنفيذ ما ستتوصل إليه من قرارات هامة في هذا الصدد بتعاون وثيق مع منظمات المجتمع المدني ومؤسسات القطاع الخاص ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة ومن خلال الشراكات العربية الدولية، بما يحقق الأمن والوئام المجتمعي للإنسان العربي، وأن يعيش في إطار من العدالة الاجتماعية.