كتبت دينا المقدم المستشارة القانونية من مصر
(٧)
اشكالية الزواج للفتاة الجميلة
مما لاشك فيه ان الجمال من العناصر الجذابة لدى بعض الاشخاص والذي يميزهم عن الاخرين ولكن هذا الجمال تكامل ما بين الشكل والجوهر والسلوك والاخلاق والطباع ولكن في مجتمعنا تم اختزال مفهوم الجمال لاختيار شريكة الحياة وفقا للجمال الجسدي …وعندما نسمع ان فلان ارتبط بفلانة نتطرق الى السؤال المعتاد ” حلوة ؟؟” لتتحول تلك العروسة إلى منتج من صفات الجودة فيه الجمال الشكلي اشبه بسلامة العبوة في علبة سمنة !!
هذه الحالة المظهرية اعطت تصنيف للبنات المقبلات على الزواج وفقا لدرجات جمالهن حيث كلما كانت اجمل كانت لديها صلاحيات اكثر للاختيار والرفض للحصول على احسن فرصة ممكنة !
وبالرغم من انه لا يوجد تعريف محدد للبنت الجميلة لان الجمال نسبي ولكن يمكن الاستدلال عليها بعدد المعجبين بها شكليا من الرجال المحيطين في دائرة تعاملاتها.
وبالنسبة لمجتمع شهواني منغلق جنسيا ظاهريا كمجتمعنا قد تكون تلك الفتاة الجميلة سعيدة الحظ لانها فتاة احلام لكل المحيطين بها الا ان الواقع يكون مختلف حيث تكون تلك الفتاة عرضة لشريحة كبيرة من المتقدمين للزواج ممن ينظرون لها كجسد بتلك الشهوانية المطلقة التي ستزول بعد الاعتياد او لقاء مع من تتسم بمواصفات جسدية افضل ايهما اقرب .. !
تظل تلك الفتاة تصارع من اجل اثبات انها انسان متكامل لها عقل وكيان .. افكار ومعتقدات وليست مجرد دمية تتميز بتفاصيل جسدية مثيرة ومما يزيد من وطأة المشكلة هو ميكيافيلية الرجال والتي تجعلهم يتبعوا اي وسيلة للوصول لهذا الجسد المثير .. فالرجل يقدم لتلك المرأة ما تريد من رومانسية جوفاء واقتناع زائف بارائها وافكارها وكل ما يؤدي ان يشبع طموحات تلك الفتاة .. الا انه بعد مرور الوقت تجد ان هذا الوجه يزول وتلك القناعات تتغير بعد الوصول الى الهدف المنشود في ذلك الزواج الساخن المثير !
البنت التي تحولت الى ان تكون انتيكة جميلة ليتصارع الرجال لاقتنائها يصعب عليها ان تعيش مشاعر انسانية حقيقية وبالرغم من انها تسمع يوميا كثير من كلمات اطراء ومديح الا انها تعلم جيدا انه مجرد ادعاء لحيوانات غريزية تخفي شهوانية مرضية من خلال ادعاءات خالية من الحقيقة لاشباع تلك الغرائز ..
واذا كانت الفتاة لديها من النضج العقلي ان تختار شخص يرتبط بها لانه يقبلها كإنسانة بكل جوانبها ليعيش معها حياة متكاملة ولا تقتصر على دقائق يقضونها على الفراش .. فانها يجب ان تواجه المجتمع المحيط والاسرة والاصدقاء والطامعين فيها الذين سيظلون يشككون في كفاءة هذا الاختيار لانها بنت جميلة فتستحق الاغنى الافضل الاجمل .. كلمات ستسمعها باستمرار قد تهاجمها بشراسة مع اي مشكلة اعتيادية في حياة لا تخلو من المطبات ..
وتظل تلك الفتاة في حالات اثبات دائم ما بين كونها انسان حقيقي اكثر من دمية ووصولا الى الدفاع المستمر عن اختيارتها في حياتها الخاصة التي يشاركها فيها كل المجتمع المحيط بدافع انه يحبها طبعا .. !
وللحديث بقية
#اشكاليات_الزواج_في_الوطن_العربى