الام القائدة!! لا تسألوني من هي الإم ..
الام القائدة!! لا تسألوني من هي الإم …الإم هي قائدة ذاتها واولادها، مدبرة منزلها ونبض قلب عائلتها. من المعروف والسائد عن الام هو حنانها وتضحياتها العظيمة، محبة الام لابنائها شيئ مستحيل ان يكون موجودآ في اي قلب آخر،لكن كثيرآ من الاحيان تتطلب الحياة شيئآ من الشدة الصرامة والحزم خاصة في ايامنا هذه حيث يعتقد البعض انه هنا يظهر دور الاب ، ولكن ماذا يحصل عند غياب الاب ؟ يجب أن تأخذ الأم دورها بشكل يعزز من هيبتها وسلطتها وقوتها في إدارة الأسرة في ظل غياب الزوج وانشغاله بأمور العمل، فالأم القوية تستطيع أن تتعامل بأسلوب الحب والحزم في آن واحد. الحقيقة أن الأم تمتلك القدرة على تحقيق التوازن بين الصرامة والعطف، لان الموازنة بين العقل والمنطق هي روح الأُسر السعيدة التي تتميز بتبادل الاحترام والمحبة، وكم من قصص وحكايات تظهر فيها أمهات بلا أزواج، تمكّنَّ من إدارة بيوتهن وأبنائهن، وأخريات بسبب استجابتهن لعواطفهن أكثر من اللازم قُدنَ أبناءهن وحولنَ استقرار وسلام عائلاتهن إلى فوضى، ونزاعات حادة واحيانآ كثيرة الى عنف عائلي بين جميع افراد الاسرة، حيث تكون الام خائفة من ألسنة أبنائها ومواقفهم السلبية، هكذآ يصبح المنزل فوضوياً، يبدأ الإخوة بالمشاجرات فيما بينهم وكل سيأخذ حقه بالصراخ، وقد يصل الأمر للعنف، و بدلاً من أن تكون الأم قائدة وتضبط منزلها، تبدأ بالبكاء والولولة ،وهكذا تكبر الفجوة لتصل إلى أن بعض الأبناء يهربون من الجو الخانق المشحون بالقلق والتوتر، يُفضلوا الابتعاد عن والدتهم وبقية افراد العائلة، بعض الأمهات يحسبن أن مهمتهن الطبخ والتنظيف وتوفير المال لأطفالهن، وبطبيعة الحال هذه واجبات مهمّة، لكنها ليست كافية.
الحقيقة ان القيادة الإدارية لا تطبق فقط في المنظمات الإدارية والحكومية بل يجب ان تسود في جميع مجتمعاتنا لمن يريد ان يحدث اثر على الآخرين لانها هامة للام والاب والاسرة ، والباحثين عن النجاح والتميز ، هي هامة أم رائدة تريد ان يكون لها بصمة في جدار الزمن،تريد ان تُحدث تغييرآ في ذاتها وفي افراد عائلتها.
في هذا السياق ضروري جدآ ان نبحث عن صفات ومفهوم القيادة التي يجب ان تجتمع في الام لتكون ام قائدة بكل ما للكلمة من معنى.
الشخصية القيادية: يجب ان تتوفر في كل أم لكي تستطيع ان تُؤثر في اولادها وان تكون القدوة للوصول الى تحقيق الاهداف المرجوة وهي لم شمل العائلة ونشر الفرح وسيادة السلام والإيجابية بين افراد العائلة لتكون المرجع الاول والاخير لعائلتها
التمكين: هو ان تقوم الام بتمكين اولادها ان يكونوا قادرين على القيام بواجباتهم حتى في وقت غيابها عن المنزل من خلال تذويدهم بالمعلومات ومنحهم الثقة للقيام باعمالهم باستقلالية
قرأت قصة عن أم تركت المدرسة وهي في الصف الثالث، وتزوجت و عمرها ثلاثة عشر ربيعاً، وأنجبت طفلين قبل أن يطلقها زوجها ويجعلها تواجه الفقر والعوز ومصاعب الحياة وحدها، حيث قامت بزيارة مدرسة ابنها ذات يوم، وانتابتها صدمة عندما سرد لها المعلمون قائمة من السلبيات والانتقادات، بل شاهدت حتى الطلاب يتهكمون على ابنها، إذ كان الأكسل والأغبى في الفصل. عادت مكسورة الخاطر إلى منزلها، لم تكن تجيد القراءة والكتابة، لذلك فهي لا يمكنها استذكار الدروس لابنها، لكنها قررت أن تجعله يستعير كتابين أسبوعياً من مكتبة الحي، وأن يكتب بعد الانتهاء من كل كتاب تقريراً عنه، وعندما يرفض كانت تعاقبه بحرمانه من الخروج للعب مع اصدقائه …تظاهرت أمامه بأنها تجيد القراءة وأنها تعيد قراءة السطر أكثر من مرة وتنتقده. بالتدريج، وعلى مر الأيام تحوّل ابنها إلى طالب مجتهد و متفوق، وعندما بلغ الثانية والثلاثين من عمره، كان مديراً لمستشفى لأمراض المخ والأعصاب، إنه الدكتور الشهير «بن كارسون» أول طبيب يفصل التوأم السيامي الملتصق بالرأس، وقد كتب أكثر من تسعين مؤلفاً طبياً.
ببساطة الأم العظيمة ليست التي تحن على أبنائها، بل التي تصنع منهم قادة ومؤثرين.
لأ… ما تقولولي الدني إم… الدني مش إم… الإم وطن…الإم قائدة
حسناء البعيني قيس