المجلس الإنمائي للمرأة والأعمال يشارك بمحاضرة الجمعية المصرية للقانون الدولي
بعنوان " المشهد العربي الراهن "
بالجمعية المصرية للقانون الدولي
ندوة بعنوان ” المشهد العربي الراهن ”
كتبت – نجوى رجب
أكد د مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي ورئيس الجمعية المصرية للقانون الدولي – أن هناك أخطار تحيط بالوطن العربي ، تتطلب من كل إنسان عربي أين كان موقعه أن يسعي لمواجهتها ، لافتا إلى أن هذه الأخطار تنذر بما لا يحمد عقباه ، مؤكدا أن الأمر يقتضي المواجهة لا بغرض المغالاة أو التهويل وإنما بغرض الوعي بالأخطار التي تحيط بنا كعرب ، وبالمؤامرات التي تحاك ضدنا من الخارج بدرجة أولى ، وتساعدها قوى من الداخل في بعض الأحيان .
ونوه ” شهاب ” خلال فعاليات الندوة التي عقدت مساء أمس السبت بمقر الجمعية المصرية للقانون الدولي بعنوان ” المشهد العربي الراهن – إلى أهمية أن نتعرف على الأخطار التي تحيط بالعالم العربي بصدق وأمانة ، ونتسأل لماذا وصلنا إلى هذا الوضع بعد أن عيشنا عصور ذهبية وكان للأمة العربية فيها قوتها وتأثيرها ؟ ، مشيرا إلى أن العالم العربي يعيش انتصارات أكتوبر في هذه الأيام ، لافتا إلى أهمية إستلهام روح أكتوبر لنستمد منه العبر والدروس ونتطلع إلى ما هو أفضل مما نحن فيه ، مؤكدا أن العرب عاشوا وضع متميز أعقاب حرب أكتوبر ، لافتا إلى أهمية وضع رؤية لمعرفة كيفية الخروج من التحديات التي تواجهة العالم العربي الأن إلى وضع أفضل ، لتستعيد الأمة العربية مسيرتها والتي بدأتها في العصر الحديث ، منذ الخمسينيات حيث بدأ ينمو الشعور بالقومية العربية والإيمان بالوحدة العربية ، والسعي نحو تكوين القوة العربية المشتركة ، عسكريا واقتصاديا وتعليميا وثقافيا .
وطالب – بضرورة وأهمية أن تعود للأمة العربية مكانتها ، كقوة كبيرة ومؤثرة بالعالم ، لها كلماتها كما كانت في أوقات عديدة ، وكما كانت قوة سادسة في العالم بعد حرب أكتوبر المجيدة .
ومن جهته أكد الأستاذ الدكتور أحمد يوسف أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة – أنه في أعقاب كل مصالحة وإتفاق عربي كان يحدث تطور جديد يقف أمام هذه المصالحة ، لافتا إلى أن المصالحة المصرية العربية التي تمت عام ١٩٨٩ ، أعقابها غزو العراق للكويت عام ١٩٩٠ ، موضحا أن المصالحة العربية العربية التي تمت عام ٢٠٠٢ ، أعقابها الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ، مؤكدا أن الغزو الأمريكي للعراق يعتبر هو المسئول الأول والمباشر عن ملامح المشهد العربي الراهن ، لافتا إلى أن سياسة الإحتلال الأمريكي في العراق قد عملت على تفكيك الدولة والمجتمع في العراق بشكل فج ، وقامت على فك مؤسسات الدولة العراقية سواء مؤسسة الجيش والأجهزة الأمنية ، كما ذرعت فيرس الطائفية في الجسد العراقي ، مؤكدا أن هذا المرض إنتشر خارج الحدود العراقية ، لافتا إلى أن العالم العربي شهد بعد ذلك موجات الربيع العربي التي كانت سبب في صعود تيار الإسلام السياسي .
وأوضح – أن المشهد العربي الراهن يتلخص في خمس ملامح ، لافتا إلى أن الملمح الأول يتمثل في تغير نموذج الصراعات فبدلا من أن يكون بين الدول بعضها البعض أصبح نموذج الصراعات داخل الدول نفسها ، موضحا أن الصراع الداخلي يهدد الدولة الوطنية كما هو موجود بسوريا .
ونوه ” يوسف ” أن الملمح الثاني للمشهد العربي الراهن يتمثل في ظاهرة تفاقم الإرهاب على نحو غير مسبوق داخل الأقطار العربية بفعل من قوة خارجية بمساعدة قوة داخلية ، مشيرا إلى أن الملمح الثالث يتمثل في التهديد الخطير الذي يحدث للهوية العربية التي تعتبر أساس النظام العربي ، منوها إلى أن الملمح الرابع يتمثل في أن الأمة العربية التي عانت كثيرا للحصول على وحدتها وعدم دخولها في تحالفات تم إختراقها اليوم ، عن طريق أحلاف أجنبية والتي تسعي إلى خلخلة النظام العربي .
أما الملمح الخامس فأكد ” يوسف ” أنه يتمثل في تفاقم التفتت العربي بعد أن عاش الوطن العربي منذ الخمسينيات من القرن الماضي في رؤية التكامل العربي والتنسيق والاتحاد العربي ، لافتا إلى أن الوحدة العربية كانت تسير بخطي متسارعة نحو تقوية وإظهار الكيان العربي الموحد ، إلى أن أصبحت اليوم للأسف في ضعف حتى وصل الأمر إلى أن أصبحت الجامعة العربية مجرد رمز .
وأشار -أن ميزان القوة المالي الموجود داخل جامعة الدول العربية هو من يتحكم في قرارات الجامعة ، لافتا إلى أن الجامعة العربية لا تلعب الدور العربي المطلوب منها نظرا لتحكم بعض الدول صاحبة الأموال بها ، موضحا أن مشروع محكمة العدل الدولية المطروح على الجامعة العربية منذ الأربعينيات من القرن الماضي ما زال داخل أدراج الجامعة ولم يري النور حتى الآن ، مشيرا إلى أن الجامعة العربية تعاني من مفهوم السيادة القُطرية على حساب الدول الأخرى ، لافتا إلى أن ميزان القوة المالي لا يسمح لجامعة الدول العربية أن تلعب دور إيجابي .
وطالب أستاذ العلوم السياسية – دول الوطن العربي بضرورة التحسين من أوضاعها ، والإنتقال إلى ما هو أفضل ، وتشخيص المشهد تشخيصا صحيحا وواقعيا ولا نتهرب منه ، لافتا إلى أن هذا التشخيص للوضع العربي الراهن لا يستدعي اليأس بل يتطلب أن يكون عامل من عوامل الإندفاع إلى الأمام ، لاستشراف وصنع المستقبل بأيدينا كعرب ومؤسسات وحكومات ومواطنين ، مؤكدا أن الدور المصري قادر على أن يلعب هذا الدور بحكم تاريخها وإمكانياتها وموقعها وخبراتها ، لافتا إلى أن مصر عليها الدور الأكبر في إعادة الوحدة واللحمة الواحدة للكيان العربي بالتعاون مع كافة القوى والمؤسسات العربية المؤمنة بالكيان العربي الموحد .