الاتيكيت والبروتوكول وجهان لعمله واحدة
بقلم خبيرة الاتيكيت د. شريهان الدسوقي
الاتيكيت والبروتوكول وجهان لعمله واحدة
بقلم خبيرة الاتيكيت د. شريهان الدسوقي
جائني تساؤلات كثيرة ماهو الفرق بين الاتيكيت والبروتوكول ؟
لكي أجب علي هذا السؤال لابد من تعريف بسيط لكلا من الاتيكيت والبروتوكول علي حدي.
فالإتيكيت هو فن الحياه أو بمعني أخر هو السلوك المهذب ،الراقي الذي يجب أن يعامل به الشخص للمحيطين به لتكوين علاقات بها مودة واحترام ورقي ولو إتجهنا لتاريخ ( الإتيكيت ) فهو مصطلح فرنسي يرجع للقرون الوسطي في عصر الملك لويس ١٤ حيث أقام احتفال كبير في القصر الملكي ووجد أن الزائرين لم يراعوا دخول القصر بطريقه صحيحه ولم يلتزموا بالسير علي ممشي القصر بل علي الحشائش والزهور ،مما جعل الملك يستاء كثيرا من المنظر وبعد انتهاء الحفل ،جمع الوزراء ورجال الدولة وقرر بعمل إتيكيت صغير به قواعد وأصول للدخول للقصر الملكي وقاموا بتوزيعها في كل المدينه ومن ثم أطلق عليها ( إتيكيت )وكل الملوك الذين حكموا بعده اتبعوا نفس النهج ، ومع تطور الدولة وكبر حجمها أصبح يدرس الاتيكيت في المدارس والمعاهد الخاصه .
ولكن في العصر الحديث وبعد عدة أبحاث اكتشفنا أن الاتيكيت أصله فرعوني ومنذ قديم الأزل وذلك موثق علي جدران المعابد والمخطوطات الفرعونيه القديمة ،وهو علم مأخوذ أصوله كلها من تعاليم الكتب السماوية التلاته ،وكل ماحث عليه رسولنا الكريم محمد (صلي ) في الأحاديث النبوية الشريفة .
بينما ( البروتوكول ) هو نفس معني الاتيكيت اى اصول وقواعد وأساليب الرقي ولكن ليس ما بين أشخاص بل بين الدول مع بعضها البعض لتسهيل ممارسه العمل الدبلوماسي وتهذيب العلاقات بين الدول .
ولو اتجهنا لتاريخ البروتوكول فهو مصطلح يوناني واستخدم بكثرة في القرون القديمة خصوصا أيام الامبراطوريه الرومانيه العظيمه عندما أمتدت الي القسطنطينيه فعندما زادت عدد دول الامبراطوريه فكيف يستطيعوا السيطرة عليها ويمسكوا زمام الأمور ،فكان الحل عمل معاهدات التي أصبحت تحت مسمي ( بروتوكول دولي ) ثم أيضا في العصر الحديث اكتشفنا أن أول من استخدم المعاهدة بشكل بروتوكول كانت ( مصر ) ايام تجارتها مع دوله بابل بالعراق وارتبطوا بعلاقات تجاريه ودبلوماسيه .
وكانت من أقدم مؤلفات التاريخ في فن البروتوكول والاتيكيت كتاب ( الجاحظ ) التاج في أخلاق الملوك ..
اذن فالإتيكيت والبروتوكول وجهان لعمله واحدة ،فهما مفهومات يكملان بعضهم البعض وبهذا يتضح لنا أن هذه الكلمات ( تشريفات ،مراسم ،بروتوكول,اتيكيت ) تعني مدلولات واحدا وهو مجموعه المبادئ والقواعد المكتوبة وغير المكتوبة التي تنظم المعاملات في نواحي الحياه المختلفه ولابد لكل إنسان أن يكون عنده فكرا مستنيرا وسلوكا حضاريا قويما …