افتتاح الملتقى الخامس في المعهد العالي للاداب في اللبنانية عن اشكالية المصطلح والمفهوم في علوم الاتصال في الوطن العربي
افتتاح الملتقى الخامس في المعهد العالي للاداب في اللبنانية عن اشكالية المصطلح والمفهوم في علوم الاتصال في الوطن العربي
إفتتح رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب ممثلا بعميد المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية البروفسور محمد محسن أعمال الملتقى الخامس الذي ينظمه المعهد بالتعاون مع الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال بعنوان: “اشكالية المصطلح والمفهوم في علوم الاتصال في الوطن العربي” في المعهد العالي للدكتوراه – الجامعة اللبنانية – سن الفيل بحضور المهندس بلال حمدان، رئيس شبكة كرسي اليونسكو للاتصال الدكتور جمال الدين ناجي، وعدد من الباحثين والاختصاصيين الاكاديميين من لبنان والعالم العربي.
بعد النشيدين الوطني اللبناني والجامعة اللبنانية، القى نائب رئيس الرابطة الدكتور هيثم قطب كلمة رحب فيها بالمشاركين والحضور وقال: يتناول ملتقانا اليوم موضوع إشكالية المصطلح والمفهوم في علوم الاتصال في الوطن العربي. ينبع هذا العنوان من إشكالية حاصلة ولا بد من معالجتها علميا. فاختلاف المصطلح موجود في اللغات الكبرى كافة. على سبيل المثال لا الحصر، هناك اختلاف في المصطلح بين فرنسية فرنسا وفرنسية كندا وسويسرا وبلجيكا وأفريقيا. وتنسحب الملاحظة على اللغة العربية، لغة الأثني وعشرين بلدا عربيا علاوة على ما يقارب أربع مئة مليون ناطق لسان الضاد. ولكل من هذه الأقطار ثقافته المختلفة، وسبل احتكاكه مع ثقافات دول وشعوب اخرى. فهذا البلد له علاقات مع دول انكلوفونية وهذا الآخر له وشائج مع دول فرنكوفونية أو ناطقة بالاسبانية. كل هذه العوامل تعلب دورا هاما في اختيار ذلك المصطلح أو ذاك. وكما أوضحنا في حيثيات المؤتمر، فثمة اختصاصيون يرون في تعددية المصطلح مشكلة يجب معالجتها، في حين أن آخرين يرون فيها نتيجة حتمية للتعدد الثقافي وسببا لإغناءاللغة. نترك للزملاء الباحثين مناقشة هذه الإشكالية على مدى هذين اليومين ليبادلوا الرأي، ويخرجوا بتوصيات مبنية على بحوثهم العلمية المتخصصة.
وكانت كلمة رئيسة الرابطة الدكتورة مي العبدالله حيث رحبت بالحضور وقالت: تدخل الرابطة في السنة الخامسة من تأسيسها ونزداد اقتناعا باهمية هذه القاعدة العملية البحثية الاجتماعية الاكاديمية الفكرية المستقلة التي تشكل مساحة حرة امام الباحثين والاكاديميين والمفكرين العرب ليتعرفوا على التجارب العلمية والاتجاهات والمدارس الاخرى، وليتبادلوا الخبرات والافكار ويطوروا المناهج، ويحلوا معا المشاكل التي تواجههم والتي تكبر مع دخول التكنولوجيا الحديثة الى مختلف القطاعات لتحدث فيها تغيرات جذرية”.
ثم كانت كلمة الدكتور جمال الدين ناجي عارضا خلالها لخمس مباحث من خلال طرح بعض التساؤلات عوض تقديم اقرارات:
1 – نظريات الاعلام في مواجهة مع معرفة الاخرين والمعرفة التي راكمناها في العالم العربي.
2 – علم الاجتماع وسوسيولوجيا الاتصال والاعلام.
3 – اللسانيات وعلاقتها بمجال الاتصال.
4 – القانون وحقوق وسائل الاعلام.
5 – ممارسات وسائل الاعلام ومهنيوها ومستخدموها. كما يمكن اضافة مباحث اخرى مثلا التكنولوجيا والمعارف التقنية، التقنين نماذج وانماط، منهجيات البحث حول وسائل الاعلام وجماهيرها، حكامة وسائل الاعلام، وانواع تدبيرها المؤسسساتي والمهني والنقابي.
ثم تناول مفهوم المعرفة العربية النظرية في ميدان علوم الاتصال.
وعلم الاجتماع العربي، ووضع اللسانيات والقانون وحقوق وسائل الاعلام، وممارسات وسائل الاعلام.
ثم كانت كلمة راعي الملتقى ممثلا بعميد المعهد البروفسور محمد محسن فقال: “إسمحوا لي أن أعبر عن عظيم شكري وسعادتي لوجودكم بيننا على مدى يومين في حرم المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية خاصة ضيوفنا الأعزاء من الوطن العربي وفرنسا والبالغ عددهم حوالي ستين باحثا وأستاذا جامعيا والذين تكبدوا مشقة إعداد الأوراق البحثية وعناء ترتيبات السفر ليشاركوا بفعالية في هذا المؤتمر الدولي حول الإعلام في أحد صروح هذا الوطن العزيز وفي تاج ودرة الجامعات العريقة في لبنان عنيت بها الجامعة اللبنانية”.
اضاف:” التعاون بين المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية و “الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال” ليس الأول من نوعه على مستويات المؤتمرات والندوات، وهذا التعاون أثمر عدد من الأنشطة الأكاديمية التي تهم الأساتذة والطلاب للارتقاء بجودة البحث العلمي وإعداد الباحثين ليأخذوا دورهم المستقبلي في خدمة المجتمع والمؤسسات وأصحاب القرار والإنسان في وطننا العظيم لبنان وفي الوطن العربي”.
تابع:” المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية هو من المؤسسات الرسمية الرائدة والمنتجة في العلم والمعرفة والفن والثقافة والتربية والإعلام إذ يضم المعهد خمس كليات من الكليات الكبيرة والصغيرة في الجامعة اللبنانية وهي الآداب والتربية والعلوم الإجتماعية والإعلام والفنون والعمارة، والمعهد يستفيد من خبرات حوالي 300 أستاذ باحث من خيرة أساتذة الجامعة اللبنانية ممن هم في الخدمة أو من المتقاعدين في شتى أنواع حقول المعرفة التي يتخصص بها المعهد”.
واعتبر ان ” لدينا مشاركات في مئات الأبحاث المنشورة في دوريات محكمة وأعمال مؤتمرات دولية من الأساتذة والطلاب ولدينا حوالي 200 نشاط أكاديمي يتمثل بالندوات والمحاضرات وورش العمل والزيارات العلمية والدورات التدريبية والأيام الدكتورالية في كل عام دراسي”.
وقال:” ونحن ننظم سنويا 4 مؤتمرات شبه دولية آخرها كان قبل فترة زمنية حيث أقمنا مؤتمرا حول الصدمة النفسية ومؤتمرا آخر حول مفهوم الحدود في العلوم الإنسانية.. وفي الأشهر القادمة سنستضيف ورشات عمل حول الدراسات النقدية في المخطوطات والمحفوظات والنقوش العربية القديمة بالتعاون مع IFPO ومع المكتبة الوطنية ومؤسسة المحفوظات الوطنية ومع المعهد الألماني للدراسات الشرقية OIB وإنشاء الله قريبا نحن بصدد توقيع إتفاقية كبيرة في الأسابيع القادمة مع مكتب تبادل الخدمات الأكاديمية الألماني DAAD يستفيد منها بشكل أساسي أساتذة وطلاب المعهد العالي للدكتوراه، وهذا الإتفاق سيشمل التعاون في مجالات الآداب والعلوم الإنسانية والإجتماعية والإعلام والتنظيم المديني والفنون، وطبعا لدينا مشاركات علمية من أساتذة زائرين في إختصاصات المعهدعلى مدار السنة”.
واكد انه بالعودة إلى هذا المؤتمر الدولي “إشكالية المصطلح والمفهوم في علوم الإتصال في الوطن العربي” الذي سيستمر لمدة يومين هو من المؤتمرات الهامة التي تعالج دور المصطلحات اللغوية والفكرية والإعلامية والثقافية والسياسية والإجتماعية وإستخداماتها المتعددة في عالم التواصل الإنساني المحلي والعالمي وفي ظل الإنفجار المعرفي الكبير والتطور والتقدم التكنولوجي الهائل في العالم الذي حول التواصل الإنساني في عالمنا الحالي إلى تواصل إنساني رقمي مما يحتم على الباحثين إعادة النظر أو على الأقل إعادة تفسير المشهد المعرفي والفلسفي العام الذي يحكم تعقيدات العلاقات الشائكة بين الإنسان والتكنولوجيا الرقمية وتقديم رؤى جديدة تنظم صيغة العلاقات على المستوى الأكاديمي بين العلوم الإنسانية بمختلف تلويناتها النظرية وبين العلوم البحتة وتأثيراتها العظيمة على الحياة والإنسان والكوكب الذي نعيش فيه”.
اضاف:” من جهة أخرى إن إستخدام المصطلح في وسائل الإعلام من خلال تجارب السنوات الأخيرة الصعبة والمدمرة أحيانا في الوطن العربي قد يأخذنا إما إلى عالم الإنفتاح والتواصل الإنساني والإستقرار والرفاهية، وإما إلى عالم الإنغلاق والتناحر والتقاتل والإنقسام فهو سيف ذو حدين، إما يقودنا إلى الأزمات المتعددة، وإما يقودنا إلى الصلاح والإصلاح وهذا ما ستعالجه بعض جلسات المؤتمر”.
نحن كباحثين علينا التفكير وفق المستويات التالية :
أولا : دراسة البيئة السياسية والإجتماعية للوسيلة.
ثانيا : دراسة الوسيلة الإعلامية نفسها وعلاقتها بمختلف المؤسسات العاملة في المجتمع والعلاقة الهرمية الداخلية التي تحكم عملية الإنتاج.
ثالثا : دراسة أسس ومعارف إنتاج الأخبار والطرائق المهنية الكلاسيكية التي تقود إلى إستخدام بعض المصطلحات التي تشوه وتفتت وتشيطن أكثر مما تغطي تغطية إعلامية عادلة بعيدة عن التحيز والمواقف.
رابعا : دراسة الصحافي أو القائم بالإتصال نفسه حيث المهنية والخلفية الفكرية والثقافية تلعب دورا أساسيا في رسم الحقائق أو تشويهها.
خامسا : الجمهور المتلقي لنظام المصطلحات الجيدة منها والسيئة وأحيانا الحيادية وهذا أيضا يعتمد على البيئة والثقافة والإطار السياسي العام لجمهور الوسيلة الإعلامية.
وشكر في الختام، القيمين على هذا المؤتمر الكبير لا سيما البروفسورة مي عبد الله، والبروفسور هيثم قطب، والبروفسور عدنان خوجة وخريجي المعهد في إختصاص الإعلام وطلاب الدكتوراه في الإعلام، وبقية الإختصاصات والفريق الإداري والفني في المعهد الذين بذلوا جميعا جهودا كبيرة لإنجاح أعمال هذا المؤتمر.