فن الاتيكيت مع الذات بقلم خبيرة الاتيكيت شريهان الدسوقي
من المعروف أن الاتيكيت هو فن الصفات المهذبة ،والسلوك الراقي في التعامل مع الآخرين ، ويضم مجموعة من القواعد والمبادئ التي تنظم المجاملات في جميع المناسبات والمواقف الحياتيه، وهذه القواعد تدل علي الخلق القويم الذي يجمع بين الرقي والبساطة والجمال : فمن باب أولي أن تطبق هذه الصفات الحميدة مع نفسي وذاتي وكياني أولا . فلا شك إننا نستطيع أن نحكم علي شخصية أي إنسان ومستوى تعليمه ، وثقافته، وأسلوب حياته والوسط الاجتماعي الذي ينتمي إليه من طريقه حديثه والفاظه ونبرات صوته ، لذلك يجب أن أرتقي بنفسي وذاتي دائما واشتغل علي مهاراتي واكتسب صفات مهذبة ومهارات جديدة ‘ وخبرات متنوعة وثقافات مختلفه ‘ لمواكبة السرعة الرهيبة للعصر الحديث فبذلك أستطيع أن افيد نفسي اولا قبل أن افيد المحيطين بي سواء أسرتي او أهلي أو مجتمعي عن طريق ، البحث بداخلي عن موهبتي التي ميزني بها الله سبحانه وتعالي والتي أستطيع أن انميها. وأهم ما يميز فن الاتيكيت مع الذات البعد تماما عن المصطلحات البذيئه التي يتداولها الشباب هذه الفترة التي تدل علي تدني الأخلاق والمستوى . وأنصح بتعلم لغه أجنبيه أخرى بجانب لغتنا العربيه الأم فتعليم اللغات اسهل ما يمكن ومحتاج فقط للممارسة ،حينها ستدرك أن طريقه نقاشك اختلفت تماما وستصبح أكثر ثقافه واطلاعا وأكثر قدرة علي إدارة حوار ، ولكن أنصح دائما عند وجودك في مجموعه من الأشخاص اللذين لا يجيدون التحدث بنفس لغتك الاجنبيه فلا داعي اطلاقا أن تتكلم بلغه لا يفهمونها أو تنطق بمصطلحات غريبة عليهم فهذا بعيد تماما عن اداب الاتيكيت فمن المحظور استغلال اتقانك للغه معينة وجميع الحضور لا يتقنونها . ولحين اتكلم عن فن الاتيكيت مع الذات ، لابد ان أفرق جيداً بين التواضع والتكبر ،فأستغرب كثيرا عندما أقابل شخصيه مرموقه وحاصل علي شهادة الدكتوراه أو الهندسة ويجعل المحيطين به ينادوه بإسمه بدون ألقاب أو كلفه علي اعتبار أنه متواضع، فلا وألف لا ،هذا ليس تواضع عزيزى ( لا تبخس نفسك قدرها ) فهذا لايجوز اطلاقا في الاتيكيت حيث يجب مناداة الشخص الآخر بألقابه العلميه . وكذلك احزن كثيرا عندما أقابل أسرة وأجد جميع الأبناء يرتدون أجمل وأغلي الثياب ومعظمها برندات متعارف عليها ، وأجد الأم عاديه وأقل من العاديه ،وعندما اتطرق معها في الحديث اجد الجملة العاميه المشهورة ( مش مهم انا البس ،المهم أولاد ى ). لذلك أحب أوجه نصيحه من مقالي هذا لكل أم خصوصا الشابات ، ارجوكي اهتمي بنفسك وحبي كيانك واحترميه لأن المجتمع لا ينظر إلي الأبناء أولا بل ينظر إلي المصدر الأساسي وهو الأم فحين نرى امرأة مهندمه أنيقه مثقفه ‘ لا اراديا ننظر الي أبنائها ‘ وحين نجدهم مثل أمهم نتحيز لهذه العائله ، ويمكن نأخذهم قدوة ونتمني أن نصبح مثلهم ،فإهتمي بنفسك وطوريها مثل اهتمامك بالصغار وكذلك اختيارك لنوعية طعامك ‘ وصحتك واختيارك وذوقك بملابسك ، وبالمناسبةإذا وجه لك التحية بخصوص ملابسك ، فالتعليق يكون بكلمة شكر فقط ‘ ولا داعي لأن تبخسي نفسك قدرها فتؤكدي أن الملابس قديمة أو رخيصه أو لا تستحق الثناء أو اى صفه تقلل من شأن ملابسك. الاتيكيت مع الذات يتطلب أولا الحفاظ على كرامة الإنسان عن طريق الابتعاد عن أي شخص أو الدق على أي باب ممكن أن يقلل من قيمة وكرامة الإنسان أو يقلل من شأنه أو يجرحه ، أو التعامل مع شخصيات مؤذية ، بل يجب الابتعاد عنها ، ومن الاتيكيت أيضا عدم التدخل في حياة الآخرين الخاصة ، أو السماح للآخرين بالتدخل في حياتي الخاصة ،ف الاتيكيت مع الذات يتطلب الحفاظ على النفس من الوقوع في صغائر الأمور ، ووضع حدود في التعامل مع الآخرين ، والحفاظ على المظهر العام والأناقة واللباقة في الحديث وعدم رفع الصوت ، والتصرف بحكمة وذكاء وعدم إظهار ضعفي أمام الغير ، وحسن الإختيار ، وترتيب الأفكار والاولويات ، والتقرب من الشخصيات الناجحة.