أخبار عامة

الملكة رانيا تدعو إلى احترام الأديان والنأي بالإسلام عن المتطرفين

#في_تقرير

الملكة رانيا تدعو إلى احترام الأديان والنأي بالإسلام عن المتطرفين

أكدت جلالة الملكة رانيا العبد الله Queen Rania ضرورة احترام الأديان والتعاليم الخاصة بها وعدم الإساءة للإسلام ومشاعر المسلمين.

واعتبرت أن ربط دين بأكمله وأتباعه بأعمال أقلية هو أمر خاطئ، ولوم الإسلام عليها هو تحامل، معبرة عن رفضها للرسومات المسيئة، قائلة “كمسلمة، أنا ضد هذه الرسومات وأشعر بالإهانة والألم لعدم احترام ما نؤمن به”.

وأضافت لا يمكن لـ 1.6 مليار مسلم أن يتحملوا المسؤولية الجماعية لأفعال هذه الأقلية التي تتعارض مع تعاليم الإسلام، الدين السمح الذي يعطي قيمة وقدسية لحياة الانسان.

وبينت أن الكثيرين من العالم العربي مستاؤون من ازدواجية المعايير عندما يتعلق الأمر بحرية التعبير. وتساءلت “لماذا يتم اعتبارها حرية تعبير عندما يتعلق الأمر بالإسلام، بينما يتم اعتبارها أمرا محرما وخطا أحمر عندما تكون المسألة مختلفة؟”

وأضافت “بالتأكيد هناك توازن يتوجب إيجاده بين حرية التعبير وحماية كرامة وحرمة الدين، ولا يجب أن يكون الدافع لذلك هو الخوف، بل يجب أن يقوده الاحترام والتفاهم”. وقالت “لنكن واضحين، لا يجوز استخدام العنف، وللجميع الحق الكامل في الشعور بالاستياء، والتعبير عن الرفض والشجب والانتقاد والاحتجاج، ولكن يجب القيام بذلك باحترام وبطريقة سلمية”.

وعززت “في الإسلام، وبكل بساطة، من غير المقبول أن يتم تجسيد الأنبياء بأي شكل، واحترام الأنبياء هو مبدأ رئيسي لديننا، فعلى سبيل المثال أخيرا، مُنع فيلم (خروج: الآلهة والملوك – اكسودس) في عدة دول عربية لأنه اعتبر أنه لا يظهر احتراما كافيا لمكانة النبي موسى عليه السلام”.

العديد من قيم ديننا لها أن تساهم في مواجهة بعض التحديات التي نواجهها في العالم العربي اليوم

وقالت “المجموعات المتطرفة قتلت الآلاف والآلاف من الأبرياء، والحقيقة أن غالبية الضحايا هم من المسلمين”.

وحول وجود المسلمين في الدول الغربية، أكدت الملكة رانيا أن ذلك “واقع وحقيقة تمثل فرصة، تخوفي هو أننا نرى تزايداً في الريبة والصور النمطية السلبية عن العرب والمسلمين في الغرب”. وقالت “على الدول أن تعمل، بجد، لدمج الأقليات بمساواة واحترام كاملين لثقافتهم وتقاليدهم”.

وأضافت الملكة رانيا العبد الله “أن تصبح مجتمعاتنا مزيجا متنوعا من الأديان والأعراق والثقافات المختلفة هو واقع لا يمكننا تجاوزه في عصر العولمة الذي يفرض هذه الحقيقة، وتحقيق العدالة والتوازن هو الوسيلة الأمثل للعيش في انسجام اجتماعي”.

وقالت “نحن المسلمون لسنا مختلفين، لدينا نفس المتطلبات التي لدى أي شخص، نحب أولادنا ونريد الأفضل لهم، ونهتم بجيراننا، ونعمل بجد، والتجارب والتفاعلات الشخصية يمكن أن تساعد في طمس سطور الانقسام بين نحن وهم”.

الملكة رانيا العبدالله: “على الدول أن تعمل لدمج الأقليات بمساواة واحترام كاملين لثقافتهم”

منع التطرف من صياغة صورة الإسلام

وحول دور المسلمين الأوروبيين في إمكانية إعطاء تعريف جديد للعلاقة بين الدين والحداثة، وبين الدين والديمقراطية، قالت “لا أشعر أن هناك تعارضا بين الدين والحداثة، والدين بالتأكيد لا يتعارض مع الديمقراطية”.

وأضافت “في الحقيقة، اعتقد أن العديد من قيم ديننا كالمساواة، والتسامح، والمغفرة، والحوار، والسلام، والاهتمام بالتعلم، والتقدم، والعمل الجاد لها أن تساهم في مواجهة بعض التحديات التي نواجهها في العالم العربي اليوم”.

وأكدت أن “الحداثة تعني التقدم، ولا تعني أن نتخلى عن هويتنا في تقليد أعمى لثقافات أخرى، إنها تعني التواصل مع العالم والتفاعل معه والانفتاح عليه، وهذا لا يأتي على حساب الدين أو الهوية، أعتقد أن الأردن هو خير مثال على دولة في الشرق الأوسط متجذرة بصلابة في هويتنا العربية والمسلمة، وفي الوقت ذاته تتبنى الحداثة بشكل كامل”.

وحول مشاركة العديد من قادة الدول التي لها مواقف متباينة من التطرف والعنف، قالت “علينا جميعا كمنطقة، العمل بشكل سريع لمواجهة التطرف الديني والسياسي، هدفنا هو ضمان الأمان والحماية لشعوبنا ضد أعمال العنف التي يقوم بها المتطرفون، بالإضافة إلى ذلك علينا الدفاع عن الصورة والقيم الحقيقية لديننا، وعدم السماح للمتطرفين أن يحتكروا صياغة الرواية عن الإسلام”.

وعن تأثيرات الحرب في سوريا على الأردن، قالت “من المحزن على مدى السنوات القليلة الماضية، رؤية الدمار في سوريا والمأساة الإنسانية التي تفطر القلب هناك، فقد مئات الآلاف أرواحهم، وأكثر بكثير نزحوا، ورغم الحقائق الصادمة، أتخوف من أن العالم يغفل عن المعاناة الإنسانية، وحمل اللاجئين الكبير على الدول المستضيفة مثل الأردن ولبنان”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى