الأهداف الذهبية ..!!سيناء و التنمية الحقيقية
الأهداف الذهبية ..!!
سيناء و التنمية الحقيقية
بقلم د يسري الشرقاوي مستشار الاستثمار الدولي وخبير التنمية الاقتصادية
سُئلت ذات يوم في إحدي حلقات التليفزيون في دبي قبل ٧ سنوات عن مشروع تعمير سيناء في يوم الارض ،، في حلقة لقناة الحرة ،، وتحدثت بالتفصيل التام عن المشروع الذي خرج اليوم وتم الاعلان عنه ،، ربما كانت وستظل بداخلي الرؤية العميقة للتنمية المستدامة وفلسفة التعمير التي تحدثت عنها كثيراً والتي كنا نُقزمها دوماً في شق ترع وقنوات ،، ونضع أيدينا فوق خدودنا منتظرين ( تصقيع) الاراضي للمشروعات العملاقة لهذا او ذاك بعيداً عن التنفيذ للفعلي والعملي للمفهوم الامثل للتنمية الشاملة ،،!!
خضعت لقترة طويلة ،، لسؤال مكرر علي مسمعي كل لقاء اعلامي من الاخوة المحاورين ..عن رأي الشخصي في مشروع قناة توشكي ؟ ولماذا فشل ؟ وما هي التحديات ؟ وماهي السلبيات ؟ وكانت ايضا اجابتي واضحة جداً هو الافتقار للنموذج المتكامل الذي يخطط وينفذ للتنمية الشاملة ،، فقضية توفير الارض والمياة فقط لكبار المستثمرين ،، هذا مشروع خلق وتوسيع الطبقية والاستغلال لطبقات للموارد علي حساب طبقات كثيرة للمجتمع ،، لايمكن ان تخلق تنمية دون مخاطبة وتنفيذ الملايين من كل الطبقات ،،وإيضاً التنمية الحقيقية والمستدامة تحتاج إكتمال عناصر شديدة لتكون المناطق المنماة أكثر جذباً للانتقال والتعمير السريع و لنحصل علي مخرجات ونتائج جيدة ومميزة وفاعلة ولعل هذا ما نراه الان ،،وأُعلن عنه اليوم في مشروع لتنمية سيناء تكلف في مرحلتة الاولي اكثر من ٣٠٠ مليار جنية ،،، في تصوري انه واحداً من أهم مشروعات الدولة في التنمية المستدامة وحسن استغلال الموارد والحفاظ علي سيناء وتنميتها ويضاف الي قائمة الاهداف الذهبية التي تعمل مصر الجديدة علي تحقيقيها في رؤية مصر ٢٠٣٠.
إن ماتم الاعلان عنه للشباب المصري ، علي طرح ١٠ أفدنة ومنزل وديوان وارض مجهزة صالحة للزراعة وبها المرافق وبيوت معدة للسكن مع مجتمع به المرافق والمساجد والمدارس واتصور ان هناك شركات تسويق منتجات زراعية ( ربما مستقبلا بورصة سلعية زراعية ) ومشروعات لوجيستية كبري واسواق ومتاجر كبري وملاعب واماكن ترفية ،، هذا هو العبور الامثل والسير فوق جسور التنمية المستدامة للعبور نحو مستقبل أفضل و واعد لخدمة مستقبل مصر ،، بأختصار الدولة التي تخطط وتنفذ تقول للشاب ( تعالي لكي تعيش وتستمتع وتزرع وتبدع ف الزراعه والانتاج والباقي علينا ) قسط شهري ١٢٠٠ جنية مصري اقل من ١٠٠ دولار ،، ومقدم ٥٪ من قيمة الارض والمنزل من اجمالي ٦٥٠ الف جنية !!،، التنمية الان تكتمل كلها حلقات متواصلة تجمع هدف واحد متعدد النتائج ،، فبهذا يمكن ان نحقق في خطوة أولي توطين وفتح فرص عمل الي ما يقرب من ٣ مليون مصري في شمال وجنوب سيناء علاوة علي ما يقرب من توطين ٣ مليون أخرين في مشروعات السياحة المتعددة والعلاجية في رأس سدر وموسي كوست ،، والتعليم ( جامعة سلمان) والتعدين والثورة المحجرية والمنطقة الصناعية بأبوزنيمة ،، سيناء ستتحول في غضون سنوات الي ساحة كبري للتنمية الحقيقة ونموذج يتم تدريسة والاحتذاء به مثل نموذج علاج فيرس سي الذي يحتذي به الان عالميا،، ونموذج الاصلاح الاقتصادي الذي يُدرس الان في بعض الدول وفي مؤسسات التمويل والائتمان والمال والاعمال العالمية.
ويَحضرني هنا ان أشيد بتسلسل العمليات في التخطيط والتنفيذ ،، فلم يكن لنا ان نَحْلم او نستطيع تنفيذ جزء من هذا الُحلم ، دون وجود انفاق وكباري وشبكة طرق تجعل سيناء في أحضان مصر وتنهي عزلتها التي استمرت عشرات السنين (بنفق يتيم).. مصر تعدو في سباق النمو والتنمية المستدامة والتعمير ،، قاطعة علي نفسها الا تعود للوراء.